التعليم التكيفي
التعليم التكيفي هو المعروف ب التعلم التأقلمي، هو طريقة تعليمية تستخدم خوارزميات الكمبيوتر لتنظيم التفاعل مع الطالب وتقديم الموارد المحددة وايضًا أنشطة التعلم لتلبية الاحتياجات المختلفة لكل الطلاب.
تقوم أجهزة الكمبيوتر بأقلمة عرض المواد التعليمية وفقًا لاحتياجات تعلم الطلاب، و اللتي تُستمد من إجاباتهم على الأسئلة وقيامهم بالمهام و أيضًا خبراتهم الذاتية.
تشمل التكنولوجيا المستخدمة في التعليم التكيفي العديد من الجوانب المستمدة من مختلف المجالات الدراسية
بما في ذلك علوم الكمبيوتر و الذكاء الاصطناعي و القياسات النفسانية و التعليم و علم النفس، وعلوم الدماغ.
لقد كان الدافع وراء تطبيق التعليم التكيفي هو أن التعليم المخصص لا يمكن أن يتم تطبيقه على نطاق واسع باستخدام أساليب التعلم التقليدية غير التكيفية.
لذا تسعى أنظمة التعلم التكيفي إلى تحويل الطالب من وضعية المستقبل السلبي للمعلومات إلى التعاون في العملية التعليمية. التطبيق الأساسي لأنظمة التعليم التكيفي هو ما يتم في اثناء العملية التعليمية،
لكن هناك تطبيق شائع آخر يستخدم فيه التعليم التكيفي وهو التدريب على الأعمال.
قد تم تصميم هذه الأنظمة كتطبيقات سطح المكتب وتطبيقات الويب ويجري الآن إدخالها في المناهج التعليمية العامة.
تم تنفيذ التعلم التكيفي في أواخر عام 2012 من قبل مجلس المدارس العالمي في لندن في عدة أنواع من الأنظمة التعليمية
مثل الوسائط الفائقة وأنظمة الدروس الذكية، والاختبارات التكيفية المحوسبة، والخوادم التربوية المعتمدة على الكمبيوتر.
اهداف التعليم التكيفي
يهدف مصممو البيئات التعليمية التكيفية من المعلمين ومصممي المناهج إلى إيجاد بيئة تعلم آمنة ومريحة للطلاب
ليتعلموا فيها بطريقة تناسب استعداداته وإمكانياته دون أن يسبب له ذلك إحراجًا بين زملائه أو مع معلمه بكسر قالب المقارنة الاجتماعية لطالبٍ مع غيره من الطلبة، وتعزيز إحساس الطالب
بما لديه من خبرات ناجحة وقدرات ومقارنة نفسه بنفسه من خلال تطور أدائه لتشكيل هوية تعليمية إيجابية خاصة به،
كذلك إتاحة المحتوى للمتعلمين بما يقلص الفروق الفردية بشكل عام التي تكون ناجمة عن الفروق في زمن التعلم
قامت منصة النموذج بتعديد بعض اهداف التعليم التكيفي و هي الاتي:
- رفع مستوى التحصيل لدى الطلاب والحد من معدلات الرسوب الدراسي والتسرب المدرسي نتيجة تدني التحصيل الدراسي.
- تحقيق أهداف التعليم بفاعلية ، بزيادة تفاعل الطالب مع المادة التعليمية، وزيادة الدافع نحو التعلم.
- مساعدة المتعلمين على تسريع العملية التعيلمية، من خلال تصميم بيئة تعليمية خاصة بكل طالب، تناسب احتياجاته الفردية وتنمي مهارات التعليم الذاتي.
- جعل الطالب محور العملية التعليمية و مسؤولا عن تعليمه.
- تتبع تطور الطالب وتقدمه في المادة العلمية.
- توفير إحصائيات دقيقة عن حاجات الطلاب، ومدى تقدمهم أثناء التعلم وتحديد نقاط ضعفهم بدقة شديدة .
كيفية عمل التعليم التكيفي
تهدف البرامج التعليمية والتقنيات الأساسية في التعليم التكيفي على تلبية احتياجات كل من المعلمين والطلاب،
ويرتبط التعليم التكيفي بالتعليم التفاعلي
حيث يتفاعل الطلاب مع البرامج والدروس التي تعرض على الشاشة ويدمجون الميزات المختلفة للتواصل لتتوافق مع أساليب التعليم المتباينة.
ينسجم هذا المفهوم أيضًا مع استخدام الأنظمة التفاعلية وتوفير واجهة متعددة الأبعاد للطلاب وبذلك تتجاوز هذه الممارسة حدود التعلم السلبي،
تمكّن الطلاب من التفاعل مع البرامج التعليمية حول الموضوع الذي صُمِّم من أجله ولعب دورٍ هام في كيفية تعليمهم
بالإضافة إلى ما يتعلمونه، كذلك فإنَّ تطبيق التعليم التكيفي يمكن الطلاب من المشاركة في التعلم النشط من خلال الانخراط في أنشطة الكمبيوتر بالتواصل مع البرنامج، والاستماع إلى الأسئلة وتقديم الردود له ،
والمشاركة في الاختبارات والأنشطة وجلسات التعلم المصممة خصيصًا لهذا الامر أيضًا، ما يعني إتاحة اختيار الطلاب لمسار التعلم الخاص بهم بدلاً من فرضه عليهم.
كذلك يدمج التعلم التكيفي أساليب التعلم والأساليب المعرفية الاخرى مع توافر التكنولوجيا وتحليلات البيانات في تصميم المقررات للطلبة،
مع مراعاة نقاط القوة والضعف أو مجالات وأسلوب التعلم و الاحتفاظ بأثر التعلم.
اختبارات المعلم فالتعليم التكيفي
يصمم المعلم مجموعة من الأسئلة والمهام ويرصد إجابات الطلاب واستجاباتهم لتحديد مستوى كل فرد منهم في كل قسم من أقسام الدراسة
كذلك تحديد جوانب القوة والضعف لديهم واستعداداتهم وقابليتهم التعليمية .
تستخدم هذه المدخلات في تصميم بيئة تعليمية تكيفية يقوم النظام فيها بتقديم المعرفة والمهارات بطرق مختلفة تتوافق مع أنماط التعلم لدى الطلبة.
تطبيقات التعليم التكيفي
التعليم عن بعد
يمكن تنفيذ أنظمة التعليم التكيفي على الإنترنت و استخدام هذه الأنظمة في التعليم عن بعد والتعاون الجماعي.
يتضمن ذلك مجال الآن جوانب التعليم التكيفي.
تمكنت الأنظمة التي لا تحتوي على جانب التعليم التكيفي من تقديم تعليقات آلية تلقائية للطلاب الذين يتم طرح أسئلة محددة مسبقًا من أحد بنوك الأسئلة.
غير أن هذا النهج يفتقر إلى التوجيه الذي يمكن أن يوفره المعلمين داخل الفصل الدراسي.
كما أن الاتجاهات الحالية في التعلم عن بعد تدعو إلى استخدام التعلم التكيفي لتطبيق السلوك الديناميكي في بيئة التعلم.
خلال الوقت الذي يقضيه الطالب في تعلم مفهوم جديد يتم اختبار قدراته وتقوم سجلات قواعد البيانات الخاصة بالطالب بتتبع تقدمه باستخدام أحد النماذج.
يأخذ الجيل الأحدث من أنظمة التعلم عن بعد إجابات لطلاب ويتكيف مع القدرات المعرفية للطالب باستخدام مفهوم يسمى ‘المنصات المعرفية’.
المنصات المعرفية هي قدرة نظام التعلم الآلي على إنشاء مسار تعليمي للتقييم من الأقل إلى الأعلى بناءً على القدرات الدراسية الموضحة.
إن التطبيق الناجح الحالي للتعلم التكيفي في التعلم عن بعد على شبكة الإنترنت هو محرك Maple لـ Web Learn من قبل جامعة RMIT الأسترالية. يعتبر Web Learn تطبيق متقدم
حيث أنه يمكنه تقييم الأسئلة المطروحة على الطلاب حتى لو كانت تلك الأسئلة ليس لها إجابة ومميزة كالأسئلة الموجودة في مادة الرياضيات.
يمكن دمج التعلم التكيفي لتسهيل التعاون الجماعي داخل بيئات التعلم عن بعد مثل خدمات مشاركة المعلومات. تتضمن بعض الأمثلة عن كيفية مساعدة التعلم التكيفي في التعاون:
التجمعات التلقائية للمستخدمين الذين يملكون اهتمامات مشتركة، وتخصيص الروابط إلى مصادر معلومات بناءًا على اهتمامات المستخدم المعلنة أو عادات تصفح المستخدمين الخاصة.
تصميم العاب تفاعلية
في عام 2014 ، أنهى باحث تعليمي دراسة متعددة السنوات للتعليم التكيفي لتصميم الألعاب التعليمية الخاصة .
طور ذلك الباحث وصدق على نموذج ALGAE (تصميم العاب التعليم التكيفي) ،
وهو نموذج تعليمي تكيفي كامل يعتمد على نظريات وممارسات تصميم الألعاب، والاستراتيجيات التعليمية، و أيضًا نماذج التأقلم. وقد امتد البحث ليغطي الأبحاث السابقة في تصميم الألعاب والاستراتيجيات التعليمية والتعليم التكيفي،
جمع هذه المكونات الثلاثة في نموذج واحد معقد. أنتجت الدراسة نموذج تصميم لعبة تربوية تعليمية لتعمل كدليل لمصممي الألعاب ومصممين العملية التعليمية والموجهين التربويين بهدف زيادة مخرجات العملية التعليمية.
أكد المشاركون في الاستطلاع على قيمة نموذج ALGAE وقدموا إحصاءات محددة حول بناء النموذج واستخدامه ومزاياه والتحديات التي تواجهه.
يعتمد نموذج ALGAE الحالي على هذه الأفكارو يعمل النموذج الآن كمبدأ توجيهي لتصميم وتطوير ألالعاب التعليمية.
تم تقييم قابلية تطبيق النموذج على أنه متعدد الاستخدامات في مجالات عدة بما في ذلك الوحدات الحكومية والعسكرية، وفي صناعة الألعاب، وايضًا الأوساط الأكاديمية.
سيتم تحقيق القيمة الفعلية للنموذج ونهج التنفيذ المناسب (المركّز أو غير المركّز) بشكل كامل مع تبنّي وانتشارا نموذج ALGAE .