مراحل التعليم
يعتبر التعليم أحد أهم العمليات التي تساهم في تطوير المجتمع وتحقيق التقدم والتطور. يتمثل مفهوم التعليم في نقل المعرفة
والمهارات من جيل إلى آخر، وتأهيل الفرد لمواجهة تحديات الحياة وتحقيق النجاح في مختلف المجالات.
تتكون مراحل التعليم من عدة مراحل، تبدأ من التعليم الأساسي وتمتد إلى التعليم العالي.
سنتعرف في هذا المقال على أهم المراحل التعليمية ودور كل مرحلة في تطوير الفرد والمجتمع.
التعليم
يعتبر التعليم من أهمّ الأمور التي يحرص عليها الإنسان، فلا حياة من دون العلم والتعليم، وقد حثّنا ديننا الحنيف على ضرورة التعلّم
وتحمّل صعوباته والاتكال على الله عزّ وجل، كيف لا وقد كانت أوّل آية نزلت منه عزّ وجل إلى الرسول المصطفى الكريم صلّى الله عليه وسلم
“اقرأ”؛ لأنّ في العلم والتعلّم ارتفاع قدر الأمّة وزيادة قوّتها ومنعتها.
مراحل التعليم
من أهمّ ميّزات المملكة الأردنية الهاشمية أنّها تُقدّم التعليم في عدّة مراحل مجاناً، وفي المراحل الأخرى تكون نسبة تكاليفها قليلة مقارنة بالدول الأخرى، ويقسم التعليم لدينا في المملكة الأردنيّة الهاشميّة إلى عدّة مراحل:
التعليم الأساسي
تعتبر المرحلة الأولى من مراحل التعليم هي التعليم الأساسي، وتشمل مرحلتي رياض الأطفال والتعليم الابتدائي.
تهدف هذه المرحلة إلى بناء أساس قوي للمعرفة والمهارات الأساسية للطلاب.
يتعلم الطلاب في هذه المرحلة القراءة والكتابة والحساب والتفكير النقدي، بالإضافة إلى المفاهيم الأخلاقية والاجتماعية.
ومدّتها سنتان على الأغلب؛ حيث يمكن إدخال الطفل بعمر ٤ سنوات إلى رياض الأطفال وهي اختيارية، وفي عمر خمس سنوات يتمّ إدخاله إلى الدرجة المتقدّمة من رياض الأطفال،
وهي أصبحت إلزاميّةً وغير اختيارية في الأردن؛ حيث يتمّ في هذه المرحلة تدريس مناهج مبسّطة، وتعليم الأطفال الأمور الأساسيّة التي يحتاجونها من أجل القدرة على التحدث والاستعداد للمرحلة الأساسية.
وهي تبدأ من سن الستّ سنوات الى عمر السادسة عشر، وتبدأ من الصف الأول وتنتهي مع الصف العاشر،
يتمّ فيها تأسيس الطلاب في جميع المواد الأساسية مثل: اللغة العربية، والرياضيات، واللغة الإنجليزيّة،
بالإضافة إلى المواد الأخرى التي تدرس فيها كمواد العلوم والاجتماعيات، كما يتمّ تعليم الأطفال في الصفوف الأولى من هذه المرحلة بعض الآداب العامّة وزيادة قوّة شخصية الطفل.
التعليم الثانوي
بعد إكمال التعليم الأساسي، ينتقل الطلاب إلى مرحلة التعليم الثانوي. تهدف هذه المرحلة إلى تعزيز المعرفة وتطوير المهارات الأكاديمية والعملية للطلاب.
يتعلم الطلاب في هذه المرحلة مواد متخصصة تساعدهم على اختيار تخصصاتهم المستقبلية وتحقيق أهدافهم الوظيفية.
ومدّة هذه المرحلة في الوضع الطبيعي سنتان؛ حيث يتمّ تقسيم الطلاب وفقاً لرغباتهم إلى المجالات المختلفة
التي تُحدِّد لهم فيما بعد التخصصات التي يمكن دراستها في الجامعات،
حيث يتمّ توزيع نموذج على الطلبة لتعبئته حول المجالات المرغوبة، ثمّ يتمّ عمل دراسة للطلبات والرغبات وتوزيع الطلبة حسب العلامات ومستواهم الدراسي؛ للوصول إلى العدد المطلوب، ويتمّ في نهاية هذه المرحلة إجراء امتحان منفصل عن امتحانات المدرسة،
ويُسمّى امتحان الثانويّة العامة، ويكون دقيقاً، ومن ضمن المناهج التي تدرّس خلال الفصل وتشرف عليها وزارة التربية والتعليم، وتبعاً للنتيجة يتمّ قبول الطلّاب في التخصّصات الجامعية.
التعليم العالي
بعد اجتياز مرحلة التعليم الثانوي، يمكن للطلاب التقدم إلى مرحلة التعليم العالي. تشمل هذه المرحلة الجامعات والكليات والمعاهد التقنية.
تهدف هذه المرحلة إلى تطوير المعرفة والمهارات الخاصة بالتخصصات المختلفة وتحضير الطلاب للحياة المهنية.
يتعلم الطلاب في هذه المرحلة من خلال المحاضرات والتجارب العملية والأبحاث العلمية.
وهي مرحلة اختياريّة وغير الزامية يتمّ فيها قبول الطلاب في التخصّصات بناءً على نموذج يوزّع على الطلبة الحاصلين على المعدل -الّذي يسمح بتقديم الطلبات إلى الجامعات- في امتحان الثانوية العامة حول التخصّصات المرغوب الدراسة بها،
ومن بعدها يتمّ عمل دراسة من قِبل لجنة منفصلة حول التخصّصات بالتوازي مع المعدل، ثمّ يتمّ إعلان أسماء المقبولين في الجامعات مع تخصصاتهم، وهذه التخصّصات التي يدرسها الطالب في الجامعة هي التي تحدد المجالات التي يمكن العمل بها عند الانتقال إلى سوق العمل.
أهمية التعليم
يعتبر التعليم أحد أهم عوامل التنمية والتقدم في المجتمع. فهو يمنح الأفراد المعرفة والمهارات التي تمكنهم من تحقيق طموحاتهم وتطوير قدراتهم. بالإضافة إلى ذلك، يساهم التعليم في تعزيز الوعي والثقافة وتنمية القدرات الفردية والاجتماعية.
كما يعزز التعليم القيم والأخلاق ويساهم في ترسيخ مبادئ العدالة والمساواة في المجتمع.
فوائد التعليم
تترتب على التعليم العديد من الفوائد الإيجابية، سواء على المستوى الفردي أو المجتمعي. من الفوائد الفردية للتعليم تحسين فرص العمل وزيادة الدخل، وتنمية الثقة بالنفس والقدرة على اتخاذ القرارات الصحيحة.
أما من الفوائد المجتمعية للتعليم فتشمل تحسين مستوى الحياة والصحة، وتعزيز التفاعل الاجتماعي وتحقيق التنمية المستدامة.
أهداف التعليم
تتمثل أهداف التعليم في تطوير الفرد والمجتمع، وتحقيق التقدم والتنمية. من أهم أهداف التعليم توفير فرص متساوية للجميع في الحصول على التعليم، وتنمية المهارات الأكاديمية والعملية للطلاب، وتعزيز الابتكار والابداع،
وتنمية الوعي البيئي والاجتماعي، وتعزيز القيم الأخلاقية والتسامح.
تقنيات التعليم
شهدت تقنيات التعليم تطورًا كبيرًا في السنوات الأخيرة. فقد ظهرت العديد من الأدوات والتقنيات التي تساهم في تحسين عملية التعليم وتسهيلها. من هذه التقنيات: استخدام الحواسيب والإنترنت في التعليم،
وتطبيقات الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية، والواقع الافتراضي والواقع المعزز في التعليم. تعزز هذه التقنيات التفاعل والتشارك وتوفر مصادر متنوعة للمعرفة والتعلم.
تطور التعليم
شهدت عملية التعليم تطورًا ملحوظًا على مر العصور. فقد تغيرت المناهج والأساليب التعليمية وتطورت التقنيات المستخدمة في التعليم. يتطلب التطور المستمر في التعليم مواكبة التحديات الحديثة وتحديث المناهج وتدريب المعلمين على استخدام التقنيات الحديثة.
كما يعتبر التعليم على مدار الحياة أحد أهم مفاتيح التطور والتحسين المستمر.
باختصار، يعتبر التعليم أساسًا لتحقيق التقدم والتنمية في المجتمع. يتكون من مراحل متعددة تهدف إلى تطوير المعرفة والمهارات للفرد وتأهيله لمواجهة تحديات الحياة.
يتطلب التعليم الاستفادة من التقنيات الحديثة ومواكبة التطورات في عالمنا المتغير. ومن خلال تحقيق أهداف التعليم واستغلال فوائده، يمكننا بناء مجتمع متعلم ومتقدم.